الميدان الرياضي : لعنة العقوبات تلاحق مشاركة منتخب 23 سنة في النهائيات الآسيوية
التاريخ : 2018-01-14

لعنة العقوبات تلاحق مشاركة منتخب 23 سنة في النهائيات الآسيوية

 الأصل أن التعامل المثالي وأخلاقيات الملاعب يجب أن تكون هي الأساس وهي صاحبة المقام الأول في الحضور بعيدا عن النجومية والصيت العالي في الملاعب الكروية مهما كان وزنهما، لأن اللاعب مهما علا شأنه يفترض أن يكون ذلك مقرونا بالاخلاق والتصرفات التي تعكس نجوميته ليكون قدوة لغيره من الجيل الصاعد، وخلاف ذلك فأن الغرور والتجاوزات ستؤدي بصاحبها إلى الاندثار بوقت مبكر ولن تصمد نجوميته على مر الأيام.

وهنا يأتي دور الإداري والمدرب في إيصال الرسالة للاعبين وتجريعهم ليس بثقافة الفوز، وانما الاهم تهذيب سلوكهم وتوجييهم بتقبل الخسارة أو التعادل كما هو حال الفوز، ويجب أن لا يكتفي الكادر التدريبي بتعليمهم المهارات والجوانب التكتيكية، بل يجب أن تكون المحاضرات التثقيفية واطلاعهم على التعليمات بما في ذلك اللوائح التأديبية وتوضيح كل البنود هي الاهم حتى لا يغرق هؤلاء في بحر الجهل، عندما يقومون بتصرفات طائشة تؤدي بهم إلى العقوبات وبالتالي يلحق الضرر بفرقهم وهي التي استعدت لسنوات من اجل هذه المناسبة.

وما يلفت الانتباه العقوبة التي تعرض لها مؤخرا نجم المنتخب الوطني تحت 23 سنة بهاء فيصل بعد ايقافه لمباراتين وتغريمه ألف دولار، بعد أن قذف بقدمه قارورات المياه على خلفية تعادل المنتخب مع نظيره السعودي في النهائيات الآسيوية المقامة حاليا بالصين، وقد جرى المشهد بعد الانتهاء من المباراة أي بعد اطلاق صافرة النهاية، ويبدو أن اللاعب الخلوق فيصل كغيره من اللاعبين لم يتبادر لذهنه أن مثل هذه التصرفات وما يعقب نهاية المباراة ستكون تحت طائلة المساءلة من قبل مراقب المباراة ، وهذا ما حدث فعلا، فخسر الفريق جهود نجمه، ولربما (تطنيش) مراقبي المباريات المحلية عن التدقيق في مثل هذه التصرفات التي تحدث في المباريات المحلية هو الذي اوصل لاعبينا لهذه المرحلة، ولهذا كان يجب ردعهم محليا حتى يعتادوا على الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الاتحادات القارية.

بالطبع بقيت الوسائل الإعلامية مغيبة عن هذا الحدث لحين اصدار الاتحاد الآسيوي قراره بإيقاف فيصل في ظل غياب الموفد الإعلامي المحايد، ولو كان الكادر والكثير من اللاعبين ولمختلف المنتخبات الوطنية والأندية يدركون بأن هناك من يراقبهم، لربما اختفت مثل هذه المظاهر، وهنا لا يمكن أن نلوم المنسق الإعلامي المرافق للمنتخب الذي يتقاضى راتبه من الاتحاد المعني والذي يرفض بدوره الافصاح عن مثل هذه القضايا.
ولمن لا يدري لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض بعض اللاعبين في المنتخب الوطني تحت 23 سنة لكرة القدم للعقوبات الآسيوية في ضوء العقوبة الأخيرة التي طالت نجم المنتخب بهاء فيصل، فلعنة العقوبات تتواصل وخلال مشاركة منتخب 22 سنة قبل أن يتم تعديل الفئة إلى 23 سنة، والذي شارك في النهائيات الآسيوية التي أقيمت في سلطنة عمان العام 2014 ، طالت العقوبة لاعب منتخبنا حمزة الدردور بعد نهاية مباراة منتخبنا مع نظيره ميانمار وانتهت بفوز الأردن 6-1.

وفي التفاصيل التي كان كاتب هذه السطور شاهدا عليها بصفته موفدا إعلاميا من قبل اتحاد الإعلام الرياضي، وبعد نهاية المباراة اصر حمزة الدردور على أن يهبط زميله عامر علي (خارج الكشف) من المدرجات إلى ارض الملعب للمشاركة في الاحتفال بالفوز، وهو ما رفضه مراقب المباراةسلمان نمشان، لكون عامر لا يحمل البطاقة التي تؤهله لدخول غرف اللاعبين، فما كان من الدردور إلا وان غافل المراقب وقذف هويته الشخصية لعامر علي على المدرجات فنزل الأخير إلى الملعب ليلقي النمشان القبض عليه وحاول استخلاص البطاقة عنوة، وفي المحصلة تم إيقاف حمزة الدردور مباراة واحدة وفرض غرامة مالية عليه.

ومن لا يدري ايضا فأن عقوبات الاتحاد الآسيوي وغيره، لا تتوقف عند حدود الملعب بل تمتد ايضا لسكن اللاعبين في الفنادق والتفتيش عليها، وهذا ما حدث في نفس البطولة ، وربما يتذكر الكادر التدريبي والإداري المرافق لتلك النهائيات هذه المشاهد وغيرها، والتي هي في الغالب تأتي نتيجة جهل لاعبينا بالكثير من التعليمات التي لا تطبق في ملاعبنا.
عدد المشاهدات : [ 1456 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .